(الصورة: Jeffrey Arguedas-EFE-Newscom) (الصورة: Jeffrey Arguedas-EFE-Newscom)

Credit: Jeffrey Arguedas

الحد من عدم المساواة لخلق الفرص

بقلم: كريستالينا غورغييفا

أصبح انعدام المساواة على مدار العقد الماضي من التحديات الأكثر تعقيدا وإرباكا في الاقتصاد العالمي.

عدم المساواة في الفرص*؛ وعدم المساواة عبر الأجيال؛ وعدم المساواة بين المرأة* والرجل؛ وبلا شك، عدم المساواة في الدخل والثروة*. كل هذه الأشكال من عدم المساواة موجودة بالفعل في مجتمعاتنا كما أنها – للأسف – آخذة في النمو في كثير من البلدان.

لكن الخبر السار هو أننا نملك من الأدوات ما يمكننا من معالجة هذه القضايا، بشرط أن تتوفر لدينا الإرادة. ورغم المصاعب السياسية في تنفيذ الإصلاحات فإن مردودها على النمو والإنتاجية جدير بالعناء.

سياسات معالجة عدم المساواة

إن معالجة عدم المساواة تستدعي إعادة نظر. أولا، ما يتعلق بسياسات المالية العامة والضرائب التصاعدية.

تشكل الضرائب التصاعدية عنصرا رئيسيا في سياسة المالية العامة الفعالة. وأبحاثنا تشير إلى إمكانية رفع معدلات الضريبة الحدية عند قمة هيكل توزيع الدخل، دون أن يأتي ذلك على حساب النمو الاقتصادي.

كذلك فإن الاستعانة بالأدوات الرقمية في التحصيل الضريبي يمكن أن تدخل في إطار الاستراتيجية الشاملة لتعزيز الإيرادات المحلية. فالحد من الفساد يمكنه تحسين التحصيل الضريبي وزيادة الثقة في الحكومة. وجدير بالذكر، أن هذه الاستراتيجيات يمكنها تأمين الموارد اللازمة للاستثمار في زيادة الفرص المتاحة للمجتمعات والأفراد الذين يُترَكون وراء الركب.

ويمثل إعداد الميزانية المراعية للنوع الاجتماعي* أداة ثمينة أخرى من أدوات المالية العامة في السعي للحد من عدم المساواة. وإذ تدرك بلدان كثيرة ضرورة تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، فإن الحكومات بوسعها استخدام الميزانية المراعية للنوع الاجتماعي لتنظيم الإنفاق والضرائب على النحو الذي يحقق مزيدا من التقدم في المساواة بين الجنسين – مما يزيد من مشاركة المرأة في قوة العمل، ومن ثم تعزيز النمو والاستقرار.     

ثانيا، تتزايد أهمية سياسات الإنفاق الاجتماعي في معالجة عدم المساواة. فلدى تطبيقها على النحو الصحيح يمكن أن تؤدي دورا رئيسيا في التخفيف من حدة عدم المساواة في الدخل وما لذلك من آثار ضارة على المساواة في الفرص*والتماسك الاجتماعي.

فالتعليم، على سبيل المثال، يعد الشباب ليصبحوا مواطنين منتجين يساهمون في نهضة مجتمعاتهم. والرعاية الصحية تسهم في إنقاذ الأرواح كما يمكنها تحسين جودة الحياة. أما برامج التقاعد فتكفل الحفاظ على كرامة كبار السن عند التقدم في العمر.

وتمثل القدرة على زيادة الإنفاق الاجتماعي مطلبا ضروريا أيضا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتوضح دراسة جديدة أجراها الصندوق* أن هذه الزيادة اللازمة تختلف إلى حد كبير بين مختلف البلدان.

وبطبيعة الحال، لا يوجد حل واحد يناسب الجميع عندما يتعلق الأمر ببرامج الإنفاق الاجتماعي. فكل بلد له تفضيلاته المختلفة، ويواجه تحدياته المختلفة، ولديه تطلعات مختلفة. ولكن العمل المشترك يمكننا على الأرجح من طرح الأسئلة الصحيحة، وبالتالي التوصل إلى الإجابات الصحيحة.

*بالانجليزية

مدونات حديثة