المجلس التنفيذي يختتم مشاورات المادة الرابعة لعام 2022 مع المملكة العربية السعودية

17 أغسطس 2022

واشنطن العاصمة: اختتم المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي في 27 يوليو 2022 مشاورات المادة الرابعة [1] لعام 2022 مع المملكة العربية السعودية.

ويشهد اقتصاد المملكة تعافياً قوياً من حالة الركود الناجمة عن الجائحة. وقد ساهم الدعم المقدم من خلال السيولة والمالية العامة، وزخم الإصلاحات في إطار رؤية 2030، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط وزيادة إنتاجه في تعافي الاقتصاد وتحقيق معدلات نمو قوية في ظل احتواء التضخم وصلابة القطاع المالي. وأدى انحسار آثار الجائحة، وازدياد إنتاج النفط وارتفاع أسعاره، وتزايد قوة الاقتصاد إلى تحسن مركز المالية العامة والمركز الخارجي للمملكة.

واتسم معدل النمو الكلي بالقوة في عام 2021، حيث بلغ 3,2%، مدفوعاً على وجه الخصوص بانتعاش القطاع غير النفطي – بدعم من ارتفاع معدلات توظيف القوى العاملة السعودية، وزيادة مشاركة المرأة على وجه الخصوص. ويُتوقع أن يسجل معدل النمو ارتفاعا ملحوظا ليصل إلى 7,6% في عام 2022 على الرغم من تشديد السياسة النقدية والضبط المالي وتداعيات الحرب في أوكرانيا على اقتصاد المملكة التي لا تزال محدودة حتى الآن. وعلى المدى المتوسط، من المتوقع أن تتسارع وتيرة النمو نتيجة جني ثمار العمل المتواصل على تنفيذ جدول أعمال الإصلاحات والاستراتيجية الوطنية للاستثمار ومشاريع صندوق الاستثمارات العامة .

وقد استمر احتواء معدلات التضخم، حيث بلغت 3,1% في عام 2021 مع تلاشي أثر فترة الأساس الناتج عن زيادة ضريبة القيمة المضافة في منتصف عام 2020، بالإضافة إلى الانعكاس المحدود لأسعار الأغذية والسلع الأولية في الأسواق العالمية على الأسعار المحلية والذي يُتوقع أن يساهم في احتواء التضخم عند مستوى 2,8% في عام 2022، وذلك بالرغم من بعض الضغوط التضخمية المتوقعة نتيجة تضخم أسعار الجملة الذي وصل إلى مستوى الرقمين وتزايُد تكاليف الشحن.

ولا تزال البنوك تتمتع بمستويات جيدة من رأس المال والسيولة، كما شهد عام 2021 انتعاشا قويا في مستويات الربحية –التي تراجعت أثناء جائحة كوفيد-19 – نتيجة تحسن صافي هوامش أسعار الفائدة. وقد ارتفع الائتمان المقدم للقطاع الخاص في 2021 بنسبة قدرها 15,4%، مدفوعاً في الأساس بالقروض العقارية وقروض المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وحققت الأسواق المالية السعودية طفرة في مرحلة مبكرة من العام الجاري، رغم انعكاس مسار الجانب الأكبر من هذه الطفرة على مدار الشهرين الماضيين تماشيا مع التطورات العالمية الأخيرة.

وقد ارتفع رصيد المالية العامة الكلي بحوالي 9 نقاط مئوية من إجمالي الناتج المحلي ليصل العجز إلى 2,3% من إجمالي الناتج المحلي في 2021، وهو ما يرجع إلى زيادة كل من الإيرادات النفطية وإيرادات الضرائب غير النفطية نتيجة استمرار الانتعاش الاقتصادي وأثر سنة كاملة من رفع ضريبة القيمة المضافة في منتصف عام 2020 إلى ثلاثة أضعاف قيمتها لتصل إلى 15%.

وأدى ارتفاع أسعار النفط وزيادة إنتاجه إلى تحسن الحساب الجاري بمقدار 8,5 نقطة مئوية في 2021، مسجلا فائضاً بنسبة 5,3% من إجمالي الناتج المحلي، حيث تجاوزت الصادرات القوية المدفوعة بالنفط الواردات المتنامية والتدفقات الخارجة الكبيرة من تحويلات العاملين. ورغم زيادة الاحتياطيات، فقد تراجع صافي الأصول الأجنبية، وإن ظل عند مستويات جيدة للغاية بواقع 22 شهراً من الواردات في عام 2021، ومن المتوقع ارتفاعه بدرجة كبيرة على أثر تزايد عائدات الصادرات النفطية على المدى المتوسط.

وتتسم المخاطر المحيطة بالآفاق الاقتصادية بالتوازن. فعلى الصعيد الإيجابي، سيؤدي نجاح الاستراتيجية الوطنية للاستثمار وإصلاحات سوق العمل، أو زيادة إنتاج النفط مجددا، إلى المزيد من التحسن في الآفاق. وعلى الصعيد السلبي، تنشأ المخاطر الأساسية عن الضغوط لإنفاق عائدات النفط الاستثنائية والانحراف عن المسار المحدد في جدول أعمال الإصلاحات، والضغوط التضخمية، وظهور موجة أخرى من فيروس كوفيد-19 (محلياً أو في الخارج)، وانخفاض أسعار النفط بسبب تراجع النشاط العالمي إذا ما أسفرت الحرب في أوكرانيا عن آثار طويلة الأمد، وحدوث تباطؤ اقتصادي مفاجئ في الصين.

تقييم المجلس التنفيذي [2]

اتفق المديرون التنفيذيون مع أبرز النقاط التي تضمنها تقييم خبراء الصندوق. ورحبوا بالانتعاش الكبير في معدلات النمو الذي تشهده المملكة، وباحتواء التضخم، وزيادة صلابة المركز الخارجي بفضل سرعة استجابة السياسات الحكومية للجائحة، وزخم الإصلاحات القوي، وارتفاع أسعار النفط وزيادة إنتاجه. وعلى خلفية الآفاق الاقتصادية الإيجابية وتوازن المخاطر المحيطة بها، أكد المديرون على ضرورة الاستمرار في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي في ظل رؤية 2030، والذي سيساهم في تنويع الاقتصاد وضمان تحقيق نمو قوي وشامل وأكثر خضرة.

وأعرب المديرون عن ترحيبهم بالتزام الحكومة بالانضباط المالي وبسقوف الميزانية لعام 2022 على الرغم من ارتفاع أسعار النفط. ولدعم الضبط المالي والتحول إلى اقتصاد أكثر خضرة، أكد المديرون على الحاجة إلى مواصلة إصلاحات أسعار الطاقة، بما في ذلك إعادة النظر في السقف المحدد لأسعار البنزين، ورحبوا بالتزام الحكومة بالوصول إلى مستوى أسعار الطاقة في السوق بحلول عام 2030. ودعوا إلى بذل المزيد من الجهود لزيادة الإيرادات غير النفطية من خلال تدابير السياسة الضريبية – بما في ذلك الحفاظ على المعدل الحالي لضريبة القيمة المضافة - وتحسين إدارة الإيرادات. وأثنى المديرون على الإصلاحات الحكومية الجارية لتقوية شبكات الحماية الاجتماعية من خلال البرامج الموجهة للفئات المستحقة، مما سيساعد على استمرارية إصلاحات أسعار الطاقة.

ورحب المديرون بالتحسن المستمر في الإدارة المالية العامة، وحثوا على بذل المزيد من الجهود لزيادة شفافية المالية العامة. ونظراً لتزايد دور صندوق الاستثمارات العامة، فقد شجع المديرون الحكومة على سرعة استكمال العمل الجاري لوضع إطار لإدارة الأصول والخصوم السيادية. كذلك رحب المديرون بالجهود الحكومية الهادفة إلى وضع قاعدة للمالية العامة تقوم على ركيزة طويلة المدى، وشجعوا على توسيع نطاق تغطية القطاع العام للمساعدة في تعزيز التزام الحكومة بالاستدامة المالية.

وأعرب المديرون عن ترحيبهم باستمرار صلابة القطاع المالي والدور الرقابي القوي للبنك المركزي. ورحبوا أيضاً بالتقدم المحرز نحو تنفيذ معايير بازل 3 وفق الإطار الزمني الدولي المتفق عليه، وحثوا على مواصلة تعزيز التدقيق الرقابي لمخاطر الائتمان حسب الاقتضاء، بما فيها المخاطر الناجمة عن زيادة الإقراض العقاري، وعلى استمرار الجهود لتعزيز إطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. واتفق المديرون على أن ربط سعر الصرف بالدولار الأمريكي لا يزال النظام الأنسب للمملكة نظراً لهيكلها الاقتصادي.

وهنأ المديرون حكومة المملكة على التقدم الكبير الذي أحرزته في تنفيذ جدول أعمال الإصلاحات الهيكلية الطموحة. ورحبوا بوتيرة الإصلاحات المبهرة في سوق العمل، ولا سيما مضاعفة نسب مشاركة المرأة في القوى العاملة، وحثوا على مواصلة العمل في هذا الصدد. وأشار المديرون بأهمية بذل المزيد من الجهود لتحسين البيئة التنظيمية ومناخ الأعمال، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص، وتعزيز الإنتاجية، والتصدي للفساد. ورحبوا بما جاء في مبادرة السعودية الخضراء من التزامات حكومية طموحة لمواجهة تغير المناخ وأعربوا عن تطلعهم إلى الخطوات التي حددتها المبادرة في سبيل تحقيق أهدافها. وأكد المديرون كذلك على أهمية مواصلة العمل على تحسين جودة البيانات وزيادة توافرها.

ومن المتوقع إجراء مشاورات المادة الرابعة القادمة مع المملكة العربية السعودية على أساس الدورة الاعتيادية البالغة 12 شهراً.



[1] تنص المادة الرابعة من اتفاقية تأسيس صندوق النقد الدولي على إجراء مناقشات ثنائية مع البلدان الأعضاء تتم في العادة على أساس سنوي. ويقوم فريق من خبراء الصندوق بزيارة البلد العضو، وجمع المعلومات الاقتصادية والمالية اللازمة، وإجراء مناقشات مع المسؤولين الرسميين حول التطورات والسياسات الاقتصادية في هذا البلد. وبعد العودة إلى مقر الصندوق، يُعِد الخبراء تقريرا يشكل أساسا لمناقشات المجلس التنفيذي في هذا الخصوص.

[2] في ختام المناقشات، يقوم مدير عام الصندوق، بصفته رئيس المجلس التنفيذي، بتقديم ملخص لآراء المديرين التنفيذيين ثم يُرسَل هذا الملخص إلى السلطات في البلد العضو. ويمكن الاطلاع على شرح للعبارات الواصفة المستخدمة في تلخيص المناقشات من خلال الموقع الإلكتروني التالي على شبكة الإنترنت: https://www.imf.org/external/np/sec/misc/qualifiers.htm

المملكة العربية السعودية: مؤشرات اقتصادية مختارة، 2020– 2023

تعداد السكان: 34,1 مليون نسمة (2021)

حصة العضوية: 9992,6 مليون وحدة حقوق سحب خاصة (2,10% من المجموع)

أهم المنتجات والصادرات: النفط والمنتجات النفطية (73%)

أهم أسواق التصدير: آسيا والولايات المتحدة وأوروبا

توقعات

توقعات

2020

2021

2022

2023

الناتج

نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي

-4,1

3,2

7,6

3,7

نمو إجمالي الناتج المحلي غير النفطي

-2,5

4,9

4,2

3,8

الأسعار

تضخم مؤشر أسعار المستهلك (متوسط، %)

3,4

3,1

2,8

2,2

مالية الحكومة المركزية

الإيرادات (% من إجمالي الناتج المحلي)

29,6

30,9

31,8

32,0

المصروفات (% من إجمالي الناتج المحلي)

40,8

33,2

26,4

27,1

رصيد المالية العامة (% من إجمالي الناتج المحلي)

-11,2

-2,3

5,5

4,9

الدين العام (% من إجمالي الناتج المحلي)

32,4

30,0

24,3

24,5

الرصيد الأولي غير المرتبط بالصادرات النفطية (% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي)

-37,6

-29,0

-24,8

-22,0

النقود والائتمان

النقود بمعناها الواسع (التغير %)

8,3

7,4

8,5

7,6

الائتمان المقدم للقطاع الخاص (التغير %)

14,0

15,4

13,4

12,8

ميزان المدفوعات

الحساب الجاري (% من إجمالي الناتج المحلي)

-3,2

5,3

17,2

13,8

الاستثمار الأجنبي المباشر (% من إجمالي الناتج المحلي)

0,8

2,3

0,8

0,8

الاحتياطيات (بما يعادل شهور الواردات)1

25,3

22,1

25,3

26,8

الدين الخارجي (% من إجمالي الناتج المحلي)

33,8

34,4

28,5

29,0

سعر الصرف

سعر الصرف الفعلي الحقيقي (التغير %)2

1,0

0,9

4,8

معدل البطالة

الكلي (% من مجموع القوى العاملة) 2

7,4

6,9

6,0

المواطنون (% من مجموع القوى العاملة) 2

12,6

11,0

10,1

المصادر: الحكومة السعودية وتقديرات وتوقعات خبراء صندوق النقد الدولي.

1 الواردات من السلع والخدمات.

2 بالنسبة لعام 2022، تعكس الأرقام أحدث البيانات المتاحة.

إدارة التواصل، صندوق النقد الدولي
قسم العلاقات الإعلامية

مسؤول الشؤون الصحفية: Wafa Amr

هاتف:7100-623 202 1+بريد إلكتروني: MEDIA@IMF.org