سيندهيل موليناثان : خبير اقتصاد في الذكاء الاصطناعي

بوب سيميسون

ديسمبر 2025

الصورة: Porter Gifford

الصحفي بوب سيميسون يقدم لمحة عن شخصية سيندهيل موليناثان خبير الاقتصاد السلوكي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، الذي يقود تخصصه إلى عصر الخوارزميات

يبلغ الذكاء الاصطناعي من الأهمية مبلغا يستدعي عدم تركه لعلماء الكمبيوتر. هذا ما يقوله سيندهيل موليناثان، خبير الاقتصاد السلوكي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، والذي عكف على تطبيق الذكاء الاصطناعي على البحوث الاقتصادية لما يربو على عِقد من الزمن. وهو يقول إن الخوارزميات لديها القدرة على إحداث تحسن كبير في عملية اتخاذ البشر القرارات بشأن الأمور المهمة، بدءا من إجراء بحث عن عمل مرورا بتحديد الكفالة في المحكمة وصولا إلى فهم الإشارات في فحوصات القلب.

وفي أحد اللقاءات، قال: "علم الاقتصاد يناسب هذه اللحظة بشكل فريد. ومن غير الممكن إنشاء خوارزمية دون مواجهة الحاجة إلى أخذ ما تتسم به الحياة من غرابة نوعية مرنة ووضعه في مواجهة الشكليات الجامدة المطلوبة".

وحسب قول الاقتصادي ديفيد لايبسون، أحد أساتذة موليناثان في جامعة هارفارد في التسعينات، فإن موليناثان، الهندي المولد والبالغ من العمر 52 عاما، "يعبُر بعلم الاقتصاد مما فعلناه في القرن الماضي إلى ما سنفعله في القرن القادم".

وقاد موليناثان البحوث إلى سيكولوجية الذاكرة، وصنع القرار من جانب القضاة، وعلم اقتصاد الندرة. ويستخدم القضاة في مدينة نيويورك خوارزميات تستند إلى الاستنتاجات التي توصل إليها في تحديد الكفالات. وفي عام 2002، حينما كان في التاسعة والعشرين من عمره، فاز بمنحة بقيمة 500 ألف دولار من مؤسسة ماك آرثر، التي انضم لاحقا إلى عضوية مجلسها لمدة اثني عشر عاما حتى يونيو الماضي.

وقال لورانس كاتس، الاقتصادي في جامعة هارفارد ورئيس الرابطة الاقتصادية الأمريكية: "يتم الاقتباس من أعماله بقدر يفوق الاقتباس من أعمال أي شخص آخر" في مرحلة مماثلة من مسيرته المهنية. "ولا يسعني التفكير في شيء أكثر تحفيزا من الناحية الفكرية من محادثة قصيرة مع موليناثان حول أي أمر يخطر بباله، أيا ما كان".

وربما يكون هذا الأمر أي شيء تقريبا. ويذكر أصدقاؤه وزملاؤه بحثه المستفيض عن الآيس كريم والإسبريسو. وذات مرة، قاد زملاءه في جولة لمدة ساعتين في أكبر محال الآيس كريم سندويتش في شيكاغو. وأجرى موليناثان أيضا بحثه الخاص في التغذية والتمرينات الرياضية.

وقالت عنه بيك ويكس، عالمة السلوك الأسترالية في جامعة شيكاغو التي كانت زميلته في الأبحاث وشريكة حياته في الآونة الأخيرة: "سيندهيل يغوص عميقا في كل شيء. ودائما ما يكون لديه مليون فكرة جيدة. ويمثل فهم الطرق التي يتصرف بها البشر الأُحجية الرئيسية التي يتمحور عقله حولها".

المجيء إلى أمريكا

هذا الأمر ينجم عن تجاربه في الحياة. فقد بدأت رحلة موليناثان إلى قمة عمله المهني في قرية مزودة بقدر ضئيل من الكهرباء في ولاية تاميل نادو الهندية، جنوب تشيناي. وكانت أسرته تمتلك أراضي، مما جعلها إحدى أكثر الأسر ثراءً في بلدة فقيرة. وتمكن والده، مارك، من الالتحاق بالجامعة وشق طريقه نحو برنامج للحصول على درجة الدكتوراة في هندسة الطيران من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. وغادر البلاد حينما كان سيندهيل في الثالثة من عمره. ولم تكن هناك هواتف في القرية، ولهذا كان والده يرسل شرائط مسجلة يخبرهم فيها بآخر ما وصل إليه.

وبعد أربع سنوات، حصل موليناثان الأب على تأشيرات لإحضار سيندهيل ووالدته، شيلا، إلى لوس أنجلوس. وكانت تلك نهاية دراسة مارك للحصول على درجة الدكتوراة، إذ ذهب للعمل مهندس طيران في شركات في جنوب كاليفورنيا، ومن بينها ماكدونل دوغلاس وبوينغ، لإعالة أسرته.

وعندما بلغ سيندهيل العاشرة من عمره، أصدر الرئيس رونالد ريغان أمرا بضرورة الحصول على تصريح أمني للعمل في هذا المجال، مما أفقد مارك وظيفته لأنه لم يكن قد حصل بعد على الجنسية الأمريكية. وعلى الرغم من أن مارك وشيلا بنيا مسيرة مهنية كرائدي أعمال يمتلكان محال فيديو ويديرونها ويبيعان أجهزة كمبيوتر، كان الأمر مؤلما على سيندهيل الصغير.

وقال موليناثان: "تعلمت أن التحديات في هذا العالم لا تنتهي، وأنا أتذكر تلك اللحظة الفارقة. وأصبح لدي هاجس بشأن البطالة". وأدى ذلك الأمر بطريقة ما إلى مسيرته المهنية في المجال الأكاديمي. وقال: "أتذكر أنني سعمت في المدرسة الثانوية أن الأكاديميين لديهم هذا الأمر الذي يُسمى وظيفة ثابتة. فلا يمكن أن تفقد وظيفتك. وقلت لنفسي إن هذه هي الوظيفة التي أريدها".

وأضاف موليناثان: "لم أكن متفوقا في المدرسة الثانوية" لأن "عقلي ليس جيدا في أشياء مثل الأسماء في القواعد، والحفظ". وكانت الرياضيات، من جهة أخرى، "مترابطة تماما؛ إنها المنطق".

وبعد اجتياز اختبار القدرات الدراسية المبدئي (PSAT) للاستعداد للالتحاق بالجامعة، حصل موليناثان على نشرة من جامعة كلاركسون في بوتسدام، نيويورك، وهي أحد أقدم برامج أولى مراحل التعليم الجامعي في الولايات المتحدة. وتمكن من إنهاء دراسته الثانوية هناك في حين كان يتلقى دورات تعليمية جامعية متقدمة في الرياضيات. وقدم طلب الالتحاق، وقُبل، ثم أخبر والديه بخطته. وقال إنه على الرغم من دهشتهما، وافقا "لأنه كان هناك أمر كانا دوما يفعلانه، ألا وهو إعطاء أولوية لأي إنفاق على التعليم". ومن ثم، عندما كان في السادسة عشرة من عمره، ذهب إلى مكان على بعد ثلاثة آلاف ميل حيث غالبا ما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

ولاحقا، حين انتقل إلى كورنيل، استمر موليناثان في التركيز على الرياضيات، ولكنه أضاف تخصصات أخرى في علوم الكمبيوتر والاقتصاد. وذكر أن "ما جعل علم الاقتصاد مختلفا عن الرياضيات ورائعا في نفس الوقت هو أنه كان محاولة لتجريب تعقيدات العالم وفهمها". وكان أيضا مفتونا بمحاولة تفسير أوجه الخلل الاقتصادي، مثل سبب لجوء المطورين العقاريين في لوس أنجلوس لبيع المنازل عن طريق اليانصيب بدلا من مجرد زيادة الأسعار.

Loading component...

الاقتصاد السلوكي

من أجل الدراسات العليا، التحق موليناثان ببرنامج علوم الكمبيوتر للحصول على درجة الدكتوراه من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ولكنه أجَّل بدء الدراسة لمدة عام. فقد أراد محاولة الالتحاق ببرنامج الحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد. وظل ملتزما به على مدى السنوات الخمس التالية، وأتم دراسته للحصول على الدكتوراه في عام 1998.

وفي مجال حيث معيار قياس تأثير أي منشور هو ألف اقتباس من جانب باحثين آخرين، يحتوي ملف موليناثان على موقع غوغل سكولار (Google Scholar) على أكثر من اثني عشر عملا تتضمن أضعاف هذا العدد. فقد بلغت الاقتباسات من مجموعة أعماله مائة ألف اقتباس، أو ما يقارب عدد مرات الاقتباس من أعمال إستير دوفلو الحائزة على جائزة نوبل. وقد شغل موليناثان مناصب أكاديمية في جامعتي هارفارد وشيكاغو، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا.

وربما يبدو الاقتصاد السلوكي محور تركيز غريبا لشخص مهووس بالرياضيات وعلوم الكمبيوتر. ولكن كما قال موليناثان، أثناء دراساته للحصول على درجة الدكتوراه، إنه خلص إلى استنتاج مفاده أنه بوصفه اقتصاديا، يجب أن يكون لديه فهم لعلم النفس البشري.

وتساءل قائلا: "كيف لنا، بوصفنا اقتصاديين، أن نأخذ جميع غرائب البشر ونوادرهم ونقاط ضعفهم وثراءهم وغموضهم وندخلها في نهاية المطاف في فهمنا لعلم الاقتصاد؟ إننا يجب أن ندرك أن البشر معقدون على نحو لا يُصدَّق وبطرق لا يمكن سبر أغوارها".

لقد كرس موليناثان مسيرته المهنية للتعمق في تعقيدات السلوك البشري، متوصلا في بعض الأحيان إلى نتائج غير متوقعة. وكان من المقبول لفترة طويلة أن تصمم الشركات حزم أجور لمكافأة الرؤساء التنفيذيين على زيادة قيمة العمل. إلا أنه في عام 2001، أوضح موليناثان وماريان برتراند من جامعة شيكاغو، التي كثيرا ما عاونته في عمله، أن "أجر الرئيس التنفيذي يأتي مقابل الحظ على نحو كبير"، مثل التحركات في أسعار النفط.

ولاحقا، أرسلا سيرا ذاتية وهمية ردا على إعلانات وظائف شاغرة في شيكاغو وبوسطن، واستخدما أسماءً بطريقة عشوائية اعتقدا أنها قد تبدو لأشخاص من البيض أو السود. واكتشفا أن الأسماء التي تبدو لأشخاص من البيض تلقت مكالمات ردا على سيرهم الذاتية بمعدل أكبر بنسبة 50%، وتساءلا في دراسة في عام 2004 "هل اسما إيميلي وغريغ لديهما فرصة أكبر في الحصول على وظائف من لاكيشا وجمال؟"

بالإضافة إلى هذا، قضى موليناثان وإلدار شافير، أخصائي علم النفس في جامعة برينستون، نحو عِقد من الزمن في إجراء تجارب على علم النفس وعلم اقتصاد الندرة، سواءً ندرة الوقت، أو المال، أو الغذاء، أو الموارد الأخرى. وتمخضت تلك التجارب عن كتابهما المؤثر في عام 2013 بعنوان "الندرة: العلم الجديد للنقص وكيف يحدد حياتنا" (Scarcity: The New Science of Having Less and How It Defines Our Lives).

وقال شافير إنه إلى يومنا هذا، يلقي المؤلفان محاضرات عن الكتاب. وخلص الباحثان إلى أن الندرة لها أثر كبير على عمل المخ، مما يسبب للناس هاجسا بشأن أي شيء ينقص في المعروض. ووجد المؤلفان أن هذا الأمر يستنزف النطاق الترددي الإدراكي بحيث لا يعمل المخ بكامل قدراته، ويصبح الناس محاصرين في حلقة الندرة.

وقد أفسح إتمام الكتاب منذ ثلاثة عشر عاما المجال أمام موليناثان لاختيار محور بحثه التالي.

التركيز على الذكاء الاصطناعي

قال موليناثان: "استيقظت في صباح أحد أيام الثلاثاء وليس لدي ما أفعله". وكان رد فعله هو محاولة إيجاد اتجاه بحثي بعيد عن المسار المطروق.

وقال: "أنا أحاول وأنتقي أشياءً بعيدة كل البعد عن المجال الذي يطرقه الناس. ولدي مبدأ مفاده أنه إذا كنت قريبا من حيث يكون الآخرون، فلن يكون الأمر فعالا بالقدر المطلوب، لأنه يوجد الكثير من الأشخاص الأذكياء في هذه المهنة".

وهذه الطريقة تجعل موليناثان متفردا، على حد قول يان شبيس، الاقتصادي في جامعة ستانفورد، وأحد المشاركين في أبحاثه وأحد طلابه السابقين. وأضاف أنه "كل بضع سنوات، يأخذ خطوة إلى الوراء ويعيد تقييم ما يفعله". وقال إن هذا جزء مما يجعل موليناثان "أحد أذكى الأشخاص في علم الاقتصاد وأكثرهم ابتكارا".

وقال موليناثان إنه في عام 2012، لم يكن هناك الكثير من الإثارة بشأن الذكاء الاصطناعي خارج إطار علوم الكمبيوتر. وأوضح أنه "لم يكن على قائمة اهتمامات أي شخص. وقد رغبت في العمل على شيء يمكن أن يغير ذلك الوضع على نحو مجدٍ".

ولذلك، شرع في تطبيق تعلُّم الآلة - وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم خوارزميات مصممة للتعلم من البيانات - لدراسة عملية صنع القرار لدى البشر. وفي عام 2017، نشر موليناثان وأربعة من زملائه دراسة ناقشت ما إذا كان يمكن لتعلُّم الآلة تحسين القرارات التي يتخذها القضاة بشأن الاختيار بين الكفالة أو السجن. واستخدموا خوارزمية لتحليل المخاطر المتمثلة في هروب المتهمين أو ارتكابهم جرائم أخرى، وذلك بتطبيقها على قاعدة بيانات تضم أكثر من سبعمائة ألف شخص أُلقي القبض عليهم في الفترة بين عامي 2008 و2013 في مدينة نيويورك.

وخلصوا إلى أن القضاة كانوا يتخذون قرارات خطأ بشكل روتيني، إذ غالبا ما كانوا يطلقون سراح المتهمين بكفالة، وهو ما صنفته الخوارزمية في فئة المخاطر المرتفعة. وفي تعليقه على هذا الأمر، قال ينس لودويغ من جامعة شيكاغو، وأحد الباحثين، إن "القضاة يتعرضون لمغالطة المقامر". ويعني هذا أنه مثل المقامر في لعبة الروليت الذي يتوقع بعد توقف الكرة أربع مرات في اللون الأحمر أنها ستتوقف في المرة الخامسة في اللون الأسود، فإن القضاة الذين يرون أربعة متهمين شديدي الخطورة على التوالي عادة ما يطلقون سراح المتهم الخامس بكفالة، بغض النظر عن نمط المخاطر الموضوعي.

وأشارت تقديرات الباحثين إلى أن استخدام خوارزمية تقييم المخاطر من شأنه أن يساعد في خفض معدلات الجريمة بنسبة 25%، دون تغيير في عدد الأشخاص المحتجزين في السجن، أو خفض عدد السجناء بنسبة 42% دون زيادة في معدلات الجريمة. وقال لودويغ إن الباحثين أنشأوا أداة ذكاء اصطناعي يستخدمها القضاة في مدينة نيويورك اليوم لمساعدتهم في عملية صنع القرار.

وأضاف: "هذه ثورة في علم الاقتصاد السلوكي. ولدى سيندهيل القدرة على تحويل فهمنا لعملية صنع القرار لدى البشر وإنشاء أدوات لتحسينها. وهو من هذا النوع من الأشخاص ذوي الرؤية".

وفي دراسة صدرت في عام 2024، يستخدم لودويغ وموليناثان الذكاء الاصطناعي لتوضيح أن صور المتهمين يمكن أن تُنبئ بشكل موثوق بأحكام القضاة بشأن الكفالة أو السجن. واستنادا إلى بيانات من نورث كارولينا، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يظهرون في هيئة حسنة في صور الاحتجاز أو الذين لديهم وجوه أعرض أو أكثر استدارة من الأرجح أن يتم الإفراج عنهم بكفالة عن احتجازهم حتى موعد المحاكمة.

وعلى الرغم من أن هذا الاستنتاج قد يبدو بديهيا، قال موليناثان إنه كان هناك "صلة لم يلحظها أحد"، بما في ذلك المحامون العموميون والقضاة أنفسهم.

وأوضح أنه أحيانا ما ترصد الخوارزميات "علاقات غير معقولة" لا يلتفت إليها الناس. وقال: "هذا نطاق لا يمكن للعقل البشري العمل عنده، وملل لا يمكن للعقل البشري التعامل معه".

واستشهد بتجربة باستخدم الذكاء الاصطناعي لمقارنة تخطيط كهربية القلب الخاص بأشخاص توفوا بسبب أزمات قلبية مفاجئة والتخطيط الذي بدا مشابها لأشخاص لم يصابوا بها. واكتشفت الخوارزمية اختلافات طفيفة في الاختبارات لم يكتشفها الأطباء. وقال موليناثان إنه من شأن هذا الأمر أن يساعد على تحديد الأشخاص الذين من الأرجح أن يتوفوا بسبب أزمة قلبية مفاجئة والمرشحين لتركيب أجهزة لتنظيم ضربات القلب.

دراجات لتنشيط العقل

بعد ستة أعوام من العمل في جامعة شيكاغو، عاد موليناثان إلى معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في عام 2024 ليعمل أستاذا في أقسام الاقتصاد والهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر. وهو يقود مبادرة تحمل اسم "متجر الدراجات في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا The Bike Shop @ MIT"، باستخدام خوارزميات لبناء "دراجات لتنشيط العقل".

وتأتي الصورة من رسم نُشر في عدد مارس 1973 من مجلة ساينتيفيك أميريكان Scientific American كان يقارن كفاءة الحيوانات في حالة الحركة. وكان شعار "رجل على الدراجة" الأكثر فعالية على الإطلاق. ويكتب موليناثان قائلا إن هذا الاكتشاف قدم "رؤية لما ينبغي لأجهزة الكمبيوتر أن تكون عليه، أي دراجات لتنشيط العقل".

ولا يزال يُجري هو وزملاؤه تجربة تضم طلاب الرياضيات في الهند. وقال آشيش رامباتشان من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وأحد المشاركين في المشروع: "التدريس قفزة كبيرة في قراءة الأفكار. فالمعلمون لا يفهمون ما لا يفهمه الطلاب. ويمكن لخوارزمية المساعدة في هذا الأمر".

ويعمل رامباتشان وموليناثان والمشاركون في البحوث في الهند على جمع آلاف الأمثلة من أعمال الطلاب في واجباتهم المنزلية لمادة الرياضيات. وهم يخططون لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد المواضع التي يخطئ فيها الطلاب بحيث يمكنهم إنشاء خوارزمية تحدد "رسم خريطة الالتباس" الذي يحدث. وقال موليناثان إن الهدف هو مساعدة المعلمين على مساعدة الطلاب في أن يجدوا طريقهم. ويوضح أن هذا الأمر يمكن أن "يغير طريقة تفكيرنا بشأن عقول الطلاب".

وقال أيضا: "علم الاقتصاد يجب أن يواجه الطبيعة المتباينة لنماذج الاقتصاد التي نتبناها ولأسباب تصرفات الناس وصنع القرارات. والخوارزميات هي المصنع الجديد للعلوم. ولديها القدرة على مساعدتنا على ضم هذه النماذج معا. وأعتقد أنها ستساعدنا على تحويل الأسئلة الفلسفية إلى علم قطعي في السنوات العشرين المقبلة".

بـوب سيميسـون ‌هو كاتب يعمل لحسابه الخاص‌ وسبق له العمل في ‌جريدة وول ستريت جورنال‌، وجريدة ديترويت نيوز‌، و‌جريدة بلومبرغ نيوز‌.‌

الآراء الواردة في هذه المقالات وغيرها من المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مؤلفيها، ولا تعكس بالضرورة سياسة صندوق النقد الدولي.

أحدث المجلات للتمويل والتنمية
ديسمبر 2025
سبتمبر 2025