الصمود في ظل عدم اليقين

ديسمبر 2025

الصورة: iStock / MicroStockHub

في ظل عدم اليقين العالمي المتزايد، يظلّ التكامل الإقليمي أحد مسارات تعزيز القدرة على الصمود

الصمود في ظل عدم اليقين

لقد ارتفع عدم اليقين العالمي إلى مستويات غير مسبوقة، ومع ذلك ما زالت المعنويات السائدة في العالم متماسكة؛ فهي مزيج متناقض من "القلق والصمود"، كما قالت السيدة كريستالينا غورغييفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، في كلمة ألقتها مؤخرا. وفي هذا السياق، يجب على صناع السياسات رسم مسار نحو النمو المستمر. ومن بين الأولويات متوسطة الأجل التي يحددها صندوق النقد الدولي -وهي إصلاح الموارد العامة، ومعالجة الاختلالات الداخلية والخارجية، وتعزيز النمو الاتجاهي- يبرز التكامل الإقليمي بوصفه رافعة رئيسية لتعزيز القدرة على الصمود.

إن نظام التجارة العالمي، الذي كان يوما ركيزة للانفتاح، يُعاد تشكيله بفعل التحالفات المتغيرة والحواجز الجديدة. والاقتصادات الأصغر المعتمدة على التصدير غالبا ما تتضرر، في حين أن الاقتصادات الأكبر والأقل انفتاحا نسبيا -أو الاقتصادات التي تسيطر على مدخلات بالغة الأهمية في سلاسل الإمداد العالمية- تتمتع بقوة تفاوضية أكبر. وتعكس خريطة التجارة العالمية هذا الاختلال: فكثير من أكبر الاقتصادات تتجمع بوصفها كبيرة، ولكن تركيزها ينصب على الداخل، في حين أن الكثير من البلدان الأصغر أكثر انفتاحا أمام التجارة وتعتمد عليها بدرجة أكبر من أجل النمو، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بتغيّر الظروف.

خلال توحيد الجهود في تكتلات إقليمية

واستجابةً لذلك، يسعى كثير من البلدان إلى بناء قوتها وإسماع صوتها من خلال التماسك. ومن خلال توحيد الجهود في تكتلات إقليمية، تكتسب هذه البلدان حجما واستقرارا لا يمكن لأي اقتصاد تحقيقه بمفرده. وتقدم السيدة غورغييفا النصيحة قائلة: "خفضوا من احتكاكاتكم الداخلية وامضوا قدما نحو التكامل من أجل تحقيق القدرة على الصمود والنمو ". ففي عالم يسوده عدم اليقين، لا يقتصر التعاون الإقليمي على كونه درعا، بل هو استراتيجية للثقة والازدهار الدائم.

تستند هذه المقالة إلى كلمة ألقتها السيدة كريستالينا غورغييفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، في 17 أكتوبر 2025.

الآراء الواردة في هذه المقالات وغيرها من المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مؤلفيها، ولا تعكس بالضرورة سياسة صندوق النقد الدولي.

أحدث المجلات للتمويل والتنمية