الأوراق النقدية الجديدة في بابوا غينيا الجديدة تُخلّد ذكرى 50 عاما من الاستقلال
عندما واجهت بابوا غينيا الجديدة تحدّيا تمثل في إدخال عملة جديدة بالتزامن مع نيلها الاستقلال عن أستراليا في عام 1975، اختارت اسما يحمل دلالة ثقافية وتاريخية محددة هو"كينا"، وهي صَدَفة كانت تُستخدم كشكل تقليدي من أشكال المال حتى القرن العشرين. وكانت كل كينا تنقسم إلى 100 تويا، المسمّاة نسبة إلى صدفة أصغر.
ومن بين أكثر من 800 لغة يتحدث بها سكان البلاد -وهو العدد الأكبر بين جميع البلدان- تُستخدم كلمة "كينا" في لغتين هما لغة توك بيسين، وهي إحدى اللغات الرسمية الثلاث، ولغة كوانوا. والكينا هي أصداف محار اللؤلؤ ذات الحواف الذهبية، وكانت تُستخدم على نطاق واسع في التجارة وكوسيلة تقليدية لتخزين الثروة، وللزينة. أما التويا فهي أصداف كانت تُستخدم للتجارة، وتكتسب قيمتها من أنها تُوجد في أعماق المحيط وفي أوقات محددة فقط من السنة، وذلك وفقا للتاريخ* الرسمي للبنك المركزي.
احتفل هذا البلد الذي يضم 10 ملايين نسمة في جنوب غرب المحيط الهادئ بمرور أول نصف قرن على استقلاله في سبتمبر بإصدار أوراق نقدية تذكارية من فئة 50 كينا. وتحمل هذه الأوراق صورة رئيس الوزراء المؤسِّس، مايكل سوماري، والشعار الوطني، طائر الفردوس راغيانا، وهو طائر موطنه الأصلي الغابات الاستوائية في الجزيرة ويُعرف بعروض التودّد الزاخرة بالحركة وريش الذكر الملوّن. وتظهر على الورقة النقدية أمثلة أخرى على التنوّع البيولوجي في البلاد: جناح طائر الملكة ألكسندرا -وهي أكبر فراشة في العالم، بجناحين يمتدان بين 25 و28 سنتيمترا- وزهرة الأوركيد الزرقاء، وهي رمز وطني آخر. كذلك خُلِّدت هذه الذكرى بإصدار عملة معدنية جديدة من فئة 50 تويا تحمل علم البلاد.
وقالت إليزابيث جينيا، محافظة بنك بابوا غينيا الجديدة، في كلمة* ألقتها في أغسطس معلنة التصاميم الجديدة: "لا تزال الكينا والتويا رمزَين للاستقلال". ثم أضافت "والمهمة المتبقية للاستقلال هي أن نضمن أن كل كينا وكل تويا نكسبها تجلب منافع حقيقية لشعبنا. فسيادتنا لا تُقاس بالرموز وحدها، بل بالتقدّم الذي يحرزه بلدنا."
ستُصدر بابوا غينيا الجديدة العام القادم ورقة نقدية جديدة من فئة 100 كينا لتكريم جوليوس تشان، الذي شكَّل السياسات الاقتصادية المبكرة بصفته أول وزير للمالية وثاني رئيس للوزراء. وقد وُلد* في جزيرة تانغا، في مقاطعة أيرلندا الجديدة، لأب صيني وأم من السكان الأصليين قبيل الحرب العالمية الثانية، وتغلّب على التمييز ليصبح واحدا من أطول السياسيين خدمة في البلاد، ممثّلا مقاطعته في البرلمان حتى وفاته في يناير من هذا العام عن عمر يناهز 85 عاما.
وقد حصل تشان على لقب فارس* من الملكة إليزابيث الثانية في عام 1980 تقديرا لخدمته للمستعمرة البريطانية السابقة، وكان كثير من سكان بابوا غينيا الجديدة يعرفونه ببساطة باسم "السير جي". وتشكّل الأوراق النقدية الجديدة تتويجا لمسيرته، إذ يظهر على العملة التي ساعد في تداولها إلى بلد حديث الاستقلال.
* بالانجليزية
الآراء الواردة في هذه المقالات وغيرها من المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مؤلفيها، ولا تعكس بالضرورة سياسة صندوق النقد الدولي.
